السبت، 20 فبراير 2010

مفاهيم أخلاقيات البحث العلمي

تمهيد: يعد البحث العلمي من أهم الواجبات الملقاة على عاتق الجامعات من خلال الأقسام العلمية والمراكز البحثية والمختبرات التخصصية فيها، إضافة إلى دورها في تأهيل الكوادر العلمية وزجها في المجتمع للنهوض به، فالجامعات عيون على المجتمع لتشخيص مواطن الخلل وجذور المشاكل التي يعاني منها وبالتالي وضع السبل والخطط لدراستها وإيجاد الحلول الناجعة لها. وعلى مر السنين ومع تطور البحث العلمي أصبحت للبحث العلمي أعراف وأخلاقيات وطقوس ومنهجيات متعارف عليها يسير عليها الباحثين ويطورونها ويؤصلونها حتى أصبحت جزء من أخلاقهم وسلوكهم الشخصي، والحيود عنها يعد مثلبة كبيرة على الباحث.
قبل الخوض في مفهوم المنهجيات والتي هي أحدى أدوات البحث العلمي نود الكلام عن الأخلاقيات، فالباحث والعالم او الأكاديمي مؤتمن على علمه الذي هو هبة من عند الله، مؤتمن عليه لينفع به الناس، لا ينتفع به وحده وهذا يرتب عليه مسؤوليات شتى. فالباحث يجب ان يبحث لانجاز هدف معين يعود بفائدة للناس وإلا أصبح البحث عبثيا اذا كان لغرض البحث فقط او للترف العلمي، وهذا يعد هدرا وتبذيرا للموارد بدون طائل، كما يجب على الباحث ان يكون أمينا في نقل المعلومة عن الآخرين ولا يبخس بضاعة غيره من الباحثين في حقل عمله وان يكون نقده للجهد العلمي لغيره من الباحثين نقدا موضوعيا أمينا هادفا لا لأغراض التجريح او الانتقاص. وعلى الباحث أيضا ان يكون امينا في آليات البحث ابتدءا من جمع العينات المختبرية او الاستبيانات مرورا بالتحليلات المختبرية او الإحصائية او غيرها من المعالجات التي يجريها على البيانات وصولا الى عرض النتائج التي يتوصل إليها وعلى الباحث ان يكون حياديا ولا ينحاز لأهوائه الشخصية خلال مراحل البحث، لان هذه النتائج قد تعتمد من قبل آخرين لاتخاذ قرارات او انجاز أعمال تمس حياة الناس وبالتالي فان أي خطا من قبل الباحث سيدفع ثمنه الآخرين. كما ان لا تكون الأهداف المادية والكسب من وراء البحث العلمي ولا ضير ان تكون المردودات المالية تحصيل حاصل للجهد العلمي المتميز على سبيل المكافأة من رب العمل او المسؤول الأعلى او المؤسسات الراعية للبحث العلمي.
ان الظروف التي نمر بها تجعلنا أكثر إصرارا على التزام أخلاقيات ومنهجيات البحث العلمي حيث اننا أحوج ما نكون الى ثمار هذا البحث، وان صعوبة الظروف لا تبرر مهما كان السبب تجاوز أخلاقيات ومنهجيات البحث العلمي الرصين لان البحث عندما يوثق وينشر وتتداوله أجيال الباحثين لايقال عنه انه نشر او أنجز في ظرف صعب او غير اعتيادي بل انه سيخضع للتقويم والتصويب والنقد دون الأخذ بهذه المبررات. اما موضوع الترقيات العلمية فهي ليست هدفا من أهداف البحث العلمي، وان الباحث عندما يقول انني منشغل ببحث لأجل الترقية فانه قد ابتعد عن أهداف البحث العلمي وخرج عن سياقات العمل البحثي، فعلى الباحث ان يترك أمر الترقية كتحصيل حاصل لما قدمه من خدمة للمجتمع من خلال جهده البحثي، حينها سيقدم للترقية جهدا علميا قطفت ثماره قبل الترقية وستكون الترقية العلمية حينها مشرفة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق