الأحد، 15 مايو 2011

قيام دولة اسرائيل ومحاولة الغاء الشعب الفلسطيني

اسرائيل هي نقيض الشعب الفلسطيني وما كان لها ان تقام وتؤسس الا بطرد هذا الشعب واحلال مهاجرين غرباء محلة بتعبير اخر ان قيام اسرائيل يتطلب مصادرة اراضي الشعب الفلسطيني واحتلالها عنوة فضلا عن مصادرة سائر امواله وممتلكاته ومقومات وجوده كشعب له حق التعبير عن قراره وحق التمتع بحرياته الاساسية.
وهذه الحقيقة لم تكن خافية او غائبة عن مفكري الحركة الصهيونية ومنفذي سياستها في فلسطين ذلك ان تحقيق اهداف الحركة الصهيونية بانشاء كيان للصهيونيين في فلسطين لم يكن ممكنا دون الغاء وجود الشعب الفلسطيني فقد كتب تيدورهرتزل مؤسس الحركة الصهيونية في يومياته بتاريخ 12 يونيو 1895م الاتي :
" عندما نحتل البلاد سنعمل سريعا على افادة الدولة التي ستأخذنا ويجب ان نستخلص ملكية الارض التي ستعطى لنا ولكن باللطف وبالتدريج واصحاب الاملاك سيكونون في جانبنا ويجب ان نعمل على ايهام اصحاب الاملاك انهم يخدعوننا ببيعهم الاشياء باكثر مما تساوي اما نحن فلن نبيعهم شيئا وسيكون استخلاص الاملاك عن طيب خاطر مهمة عملائنا السريين "
وبعد قيام اسرائيل كان لابد للصهيونية من ان تحاول طمس اية اشارة لفلسطين او للشعب الفلسطيني فقيام اسرائيل ليست جريمة عادية و فردية يمكن ان تمر وتسقط وتمحى بالتقادم او بمرور الزمن بل هي مجموعة من الجرائم المركبة المستمرة بحق شعب باكمله وهي جرائم سياسية وانسانية وهي الى ذلك لا تخالف القانون فحسب ولكنها تخالف المبادئ والاخلاق وهي جريمة بحق البشرية.
وبما ان ارض فلسطين هي مسرح الجريمة والشعب الفلسطيني هو الضحية كان لابد من الغاء اية اشارة تشير الى فلسطين او الى الشعب الفلسطيني او على الاقل طمسها ذلك ان هذه الاشارة هي اشارة الى الجريمة وبذلك لابد من ان تدل او تذكر من قريب او بعيد بدرجة او باخرى بالجرائم المرتكبة وبفظاعتها او على الاقل تثير تساؤلا في الذهن حولها.
من سعت الصهيونية كما سعت حليفتها الاولى الولايات المتحدة الامريكية للاجهاز على هوية الشعب الفلسطيني بتوطينه في مجتمعات اخرى بحيث يتم دمجه نهائيا مع غيره سواء في شبه جزيرة سيناء او في اراضي الجزيرة شمال سورية او شرقي الاردن ومن هنا كانت اغراءات تهجيره الى الولايات المتحدة وكندا واستراليا والمانيا الغربية وكذلك الى السويد والدنمرك.
حتى اسم فلسطين وما يمكن ان يطرح من تساؤلات في الوعي او اللاوعي كان لابد من طمسه ومن هنا اخترعت الصهيونية تعبيرا يحل محل " قضية فلسطين " وصاغت تعبيرا غامضا اخر وهو " قضية الشرق الاوسط " لطمس حقيقة قضية فلسطين ومحو معالمها واصولها الكلية ولكثرة استعمال هذا التعبير تفشى استعماله لدينا نحن العرب واصبحنا نكرره بسذاجة وجهل دون ان ننظر الى القصد من ورائه.
ولقد جاءت بعض من الدول العربية في بعض المراحل هذه الرغبة الاسرائيلية والامريكية بطمس الاشارة الى فلسطين والى الشعب الفلسطيني.
ويجتهد الاسرائيليون الى تجنب الاشارة الى فلسطين او الى الشعب الفلسطيني بل انهم يحاولون انكار وجود هذا الشعب حتى استطاعوا فعندما تم السؤال جولدامائير رئيسة الوزراء الاسرائيلي عام 1969م عن الفلسطينيين اجابت بقولها " انه لم يكن ما يمكن ان يسمى بالفلسطينيين انهم لم يوجدوا ".
وعلى صعيد السياسة الدولية نجحت اسرائيل بدعم من الولايات المتحدة الامريكية في شطب قضية فلسطين كبند مستقل في جدول اعمال الامم المتحدة في مطلع الخمسينات وحتى عام 1974م.
ومن الطبيعي ان تمتد محاولات الطمس والالغاء على الصعيدين السياسي والاعلامي الى محاولات طمس الاشارة الى جميع منجزات الشعب الفلسطيني الحضارية والثقافية عبر تاريخه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق